راحل أنت يا قلبي.. إلي آخر حدود الكون، راحل وزادك حبها الساكن في جوفك.. النابض في روحك.. الصارخ في أبعاد الرحلة، ولكن.. هل يشفي الرحيل غليل المرتحل؟ أم أنك تنتقم منها.. ومني.. ومن نفسك؟ تكابد ديمومة عشقها القابض علي خلجاتك، وخفقاتك، ونبض عروقك الرادخ للحقيقة.
تعاني ويلات بعادها، وصلابتها، وعنادها، وقسوتها عليك.. وعليّ.. وعلي نفسها. أرح نفسك.. وأرحني.. وأرحها فحبها سرمدي الوجود في أحشائك، وكأنك من يوم خُلقت وأنت تبحث عنها، تبحث عن مُحتلك.. عن سجانك.. عن جلادك ولا تدري أنها أخذتك سجنها، ومُحتلها، وجلادها فصارت سجن داخل سجن.. وجه يًطل من خلف القضبان، ينادي.. يتوسل.. يصرخ... لا تستعجل الرحيل.
لكنك حين الفت.. لم تر أحداً فرميت حقيبتك وجلست مكانك حتى انقطع طريق العودة، فلا الرحيل كان.. ولا استطعت للرجوع سبيلا.
من حقك أن تحترق شوقاً لرؤياها.. أن تنحي الواقع جانباً وتهيم علي وجهك في بلادها البعيدة تبحث عنها.. ولكن... كيف تبحث عن وجه لا تعرفه؟ وعيون لا تراك.. أو تراني.. أو تري نفسها؟
فيا قلبي، وحبيبي، وفرحي من الدنيا.. هل تسعد حين تراني أحترق دونك؟ أم أن راحتك في بقائي هكذا أشتاق إليها للأبد حتى أموت على قدماي كالنخيل؟
ليتني أستطيع أن أقبض على كتفيها.. انظر في عينيها بعمق قبل أن اصرخ بكل ما يود أن ينطلق من قلبي ثم أموت بعد ذلك.. لا يهم .. وفي أحضاني صورتها.