28‏/06‏/2008

لحظة سلام بعد قنبلة ذرية



تعلمت الحب في مدن الجن والعفاريت والهوام والزواحف، وخطوت إليكِ أجر خطواتي المنكسرة، وأشحذ عقلي التائه في بحاركِ المُغرقة..


كيف خطوت إليكِ بقلب أضناه رميم الذكريات في دروب الملح والماء الأجاج؟.. لا أدري.
هل كنت أبحث عن نفسي؟.. عن ذاتي المُغيبة؟.. عن قلبي المتفرق دمه بين القبائل بلا ثمن أو ثأر؟.. أم مضيت في رحلتي الطويلة أبحث عن عينيكِ لأتعلم منهما معنى الحياة؟
يا نجمة شعت في سمائي الحالكة، فبثت لي روحي من جديد، وعانقت الأمل في حروفي المهزومة..


سخافات العمر تحطمت عند أبواب صرحكِ.. واكتست الحياة بلون جديد.. مُفرح بعد سنوات الشتات المُهلكة، فكأن موج البحر ودّع ركوده، ولفظ الطحالب التى سكنت رماله، ثم عاد يهدر يخبرني أن قوس قزح ملوناً وليس رمادياً كما كنت أعتقد، 
حتى الزهور والرياحين وجداول الماء العذب أصبحت يانعة، أضحت مُبهجة بعدما كنت على وشك أن أخلط بينها وبين القبور التي تحتضن هيكلي العظمي.

تعلمت الشوق في مدارس الخداع، وجئتكِ بكراس مليء بالشيفرات المُبهمة، والدراجات النهائية، فكيف استطاعت همساتكِ الدافئة حلّ هذه الشيفرات بسرعة البرق، وحذف كل الدرجات الواهمة، وفتح صفحة ناصعة البياض يملؤها اسمكِ، ورسمكِ، وشوق عينيكِ للقاء؟


وصفتكِ للبحر حلماً بحثت عنه عمراً.. وسيفاً ورمحاً عانقتهما أمراً، يا كل نساء الأرض في جسد واحد.


تعلمت الزراعة في سبخته مالحة.. كالحة.. وانتظر كالمعتوه أن تثمر بذور المحبة، فما أثمرت إلا أشواكاً أدمت شغائف قلبي، وما داواه غيركِ بحروف أثلجت ناره، وبددت ظمأ السنين العجاف.

كل ما سواكِ خلاف في خلاف.. حرب شعواء تعشق الدماء.. يا لحظة سلام بعد قنبلة ذرية...


وأفتح عيني.. وأرسم على شفتاي ابتسامة نصر زائف ساقه حُسن الطالع.. وآه من طمع الإنسان.. وآه من جشعك يا قلبي.. هلا أكتفيت بأنها أعادتك بين ضلوعي؟ وأصبغت الدنيا بلون البهجة؟ أم تطمح في الخلود بين نظراتها، وفي عينيها التي علمتك سر الحياة؟


ادعو ناديك.. ادعو كل الفوارس.. اطوي الصحاري والجبال وابلغ بوهمك صرحها.. واسأل.. من على أبواب القمر تنزه.. ومن بين النجوم صال وجال... هل وصل؟؟
مُحالٌ محال..