25‏/08‏/2008

همهمات.. في جوف الليل





أيا جاري في وحدتي
من لي سواك خليلٌ وجار
من لي سواك يرحم زلتي
وأرمي على بابه همومي ولوعتي
أيا ملاذي في غربتي
أتيتك بقرآن وإنجيل وأسفار
أتيتك ضالاً في مداري
وهل بسواك يستوي المدار
أتيتك غريباً على بابك أرتجي عفوك
وأبكي في جوف ليلك من ذنوبي
أنهاراً وأنهار

***

يا عُدتي في غُربتي
ويا ونيسي في وحدتي
ويا زادي في سفري الطويل
كيف السبيل إلى جنابك؟
كيف أستقبل جلال وجهك؟
وذنوبي طوق جاوز المستحيل
إلهي.. إن لم ترحم عبدك العاصي
فممن سواك أبتغي الرحمه
والعفو
والمغفرة
إلهي بدموعي اناشدك
وبنور وجهك الوضاء أسأك
وبعظيم قدرك اتضرع إليك
فأنت سبحانك مالك الملكوت
أنت الواحد الحي
وكل ما دونك يموت

***
 
 إلهي...
ها أنا أشكو إليك فاقتي ومهانتي
وهواني على ناسي
ها أنا آتيك زاحفاً
مثقلاً بذنوب غرَّها حر أنفاسي
ورحمتك التي وسعت كل شيء
أنا منك وإليك
ادعوك بكل اسم هو لك
لا ترد الضعيف خاسراً
إلهي..
من سواك أدعوه إلهي
من سواك عزتي وملكوتي وجاهي
لك وحدك أرخت هامتي
وأزللت طاعتي
فلا ترد بابك المفتوح في وجهي

***

يا واجد كل موجود
ويا باريء الأنام
أدعوك في هذا السكون والبرايا نيام
هزني الشوق إليك يا ذا الجلال
فهل آن الأوان لينتهي الترحال؟
أم أنك تُمهلني
إلى غريب يتجهمني
إلهي..
سمعتُ الحصىَ يُسبح بحمدك
ويستحضر قدرتك
وأنا الغافل المغرور
جئتك مهاجراً من عيوبي وآثامي
ذنوبي مطيتى
ورحمتك بُغيتي
فارحم غريباً يرتجي عفوك
وينوح على بابك

***

إلهي..
غرني عفوك الذي شَمل من كفر بك
فكيف من آمن أنه لا إله غيرك
مولاي وسيدي..
أنت المأمول والسند
منيتني برحمتك.. ف
لا تخالف موعدي كيف السبيل إليك؟
فأنا الضال المُهتدي
كيف اناجيك في ليلك الشاخص؟
وبين الحنايا.. غابت عُدتي
كيف أبوح لك بمكنون صدري
وأنت تعلم خائنة الأعين
وما تُخفي الصدور
يا خير مسئول.. وأكرم مأمول
رفعت لك شكواي
فهل ترد المشتكي؟

***

إلهي..
غرتني الدنيا بالدنايا، والتشاغل بالعمل
بلا أمل
أرأيت إن كان عمري ردحاً
فهل لا يكون من بعده أجل؟
والله أنت العالم أن أجلي منك قريب
وفوق قريحتي لك عليّ ألف ألف حسيب ورقيب
فيا من أمرك بين الكاف والنون
استحلفك بعظيم جلالك
وجلال عظمتك
أستحلفك بعدد ما كان وما كائن وما سوف يكون
أن ترحم عبدك الضعيف
فمن سواك في الشدائد يُرتجى
ومن سواك يكون له المُلتجى

***

مالي قد شُغلتُ بجهلي؟!
عنك يا ملجأي وموطني وأهلي
نهبني الطاغوط فأقصاني
منك إلى زيف الدانية
والذئب يا مولاي
لا يظفر من الشاة إلا القاصية
أسألك بهول يوم القيامة
واستجدي عفوك بنفسي اللوامة
أن ترفع سيئاتي عنى
فأنا البعيد عنك
غير أني
جئتك بملء الأرض رغبه وتمني
فهل ترد عبدك الأوَّاب
داخراً بملامة؟

***

إلهي..
تجلى نور عفوك للخاطئين وانجلى
وبدَّل فيهم القُرب ما بدلا
وأنا بحضرة جلالك
أسألك العوذ من النار
وظل عرشك في يوم تشخص فيه الأبصار
وفتح من لدنك لأبوابك المقفله
إلهي..
يا قيوم السماوات والأرض
يا حاتم الحتم وفارض الفرض
إقض ما أنت قاض
واعفو عنى
واغفر لي وارحمني
يا صاحب المَنَّ والجود
يا غافر الذنب وكاشف الكرب