27‏/02‏/2008

أحلام على باب القمر



عجباً لك يا قلبي..!
كيف وصلت إلي هناك..
وكفك مملؤة بالخرافات..
والأبواب موصدة؟
والأحلام عاريات من كل معاني الأمل..
فما العمل؟
هاجرت كل الأفئدة
والأمنيات السائدة في زمان الزيف..
أوهام على باب القمر

نصيبك من هجير أحلامك سهادِ وسهر
وآلاف الأقنعة
جاحدة.. جاحدة
مرايا فاردة..
أشرعة اليأس في وجهك المشدود على باب السفر
الممدود على وتر
الممهور بأحلام شاردة
باردة.. باردة
امنيات المارد في جزيرة الأقذام
وسراديب الأشهدة..

عجباً لك أيها المهاجر
في بحر بلا شاطيء
وسط أمواج ثائرة
هادرة.. هادرة
رغباتك المكنونة..
وصفاتك المصونة خلف ملامح كاسرة
عجبا فأنت مني.. شيئاً غاب عني..
حلم قتله التمني..
ورغبة الضجر.


26‏/02‏/2008

موسم الهجرة




حينما يخامر قلبه شيء من الهدوء، والطمأنينة.. هدوء المرتحل إلى مصيره المحتوم، وطمأنينة المُهاجر في قفر تيَّه، ونيسه الأفاعي والذئاب، وعالم مليء بأصوات غائمة، قد تنهب منه الطريق، قد تخطف منه راحلته، وتسرق من عينيه البريق، حينها.. هل يستفيق؟


حينما تهتز خطواته كخطوات السكارى، فما يلبث أن يسقط سقوطاً مدوياً بعدما ترك براح طريقه الذي رسمه بإلهام وانعرج إلى دروب حيرى.. فائقة الضيق، يبكي رميم ذكرى ملاك عاش بداخله، وينعي أوهام طاغوط متجبر منمق وأنيق، حينها.. هل يستفيق؟


أقرب الأشياء إلى جسده الممزق قلبه الخائر، وأبعد الأشياء رفيق رآه في أحلامه فتمناه بقربه واحترق شوقاً إليه، أمُاً على صدرها يبكي مراره الأيام، وأباً على أبوابه تستكين غربته، ولكن إذا فريقاً عذبه، وسلب منه الحياة فريق، حينها.. هل يستفيق؟


كل شيء بلا ريب يمضي، وكل شيء يموت.. كل الأشياء بعد العمر إلى ظلام تنتهي، فأين عمره السريق؟ أين رفيق الدرب؟ إن كان أول الفارين منه وقد رآه غريقاً، حينها.. هل يستفيق؟


إليكِ عنه يا مواسم الهجرة، يا دروبه الحيرى.. إليك عنه يا حزن عمره العتيق، وكفى رحيلاً إلى مدائن الأحباب، فمدائن الغريب تفتح ألف طريق، فهل يستفيق؟ أم ستبقى عيناه إلى مثواه مُعلقة بالسماء، ترقب الطيور المُهاجرة من كل جنس، وهو على الأرض جريحاً مهيضاً يرسل زفيراً حاراً.. فلا يعود إليه الشهيق؟