26‏/02‏/2008

موسم الهجرة




حينما يخامر قلبه شيء من الهدوء، والطمأنينة.. هدوء المرتحل إلى مصيره المحتوم، وطمأنينة المُهاجر في قفر تيَّه، ونيسه الأفاعي والذئاب، وعالم مليء بأصوات غائمة، قد تنهب منه الطريق، قد تخطف منه راحلته، وتسرق من عينيه البريق، حينها.. هل يستفيق؟


حينما تهتز خطواته كخطوات السكارى، فما يلبث أن يسقط سقوطاً مدوياً بعدما ترك براح طريقه الذي رسمه بإلهام وانعرج إلى دروب حيرى.. فائقة الضيق، يبكي رميم ذكرى ملاك عاش بداخله، وينعي أوهام طاغوط متجبر منمق وأنيق، حينها.. هل يستفيق؟


أقرب الأشياء إلى جسده الممزق قلبه الخائر، وأبعد الأشياء رفيق رآه في أحلامه فتمناه بقربه واحترق شوقاً إليه، أمُاً على صدرها يبكي مراره الأيام، وأباً على أبوابه تستكين غربته، ولكن إذا فريقاً عذبه، وسلب منه الحياة فريق، حينها.. هل يستفيق؟


كل شيء بلا ريب يمضي، وكل شيء يموت.. كل الأشياء بعد العمر إلى ظلام تنتهي، فأين عمره السريق؟ أين رفيق الدرب؟ إن كان أول الفارين منه وقد رآه غريقاً، حينها.. هل يستفيق؟


إليكِ عنه يا مواسم الهجرة، يا دروبه الحيرى.. إليك عنه يا حزن عمره العتيق، وكفى رحيلاً إلى مدائن الأحباب، فمدائن الغريب تفتح ألف طريق، فهل يستفيق؟ أم ستبقى عيناه إلى مثواه مُعلقة بالسماء، ترقب الطيور المُهاجرة من كل جنس، وهو على الأرض جريحاً مهيضاً يرسل زفيراً حاراً.. فلا يعود إليه الشهيق؟


هناك 4 تعليقات:

ضــى القمــر يقول...

كلمات رائعه .. تشبيهات تتيح للخيال مجال .. أيقنت اللعب بالحروف يا اخى .. فشكرا لما وجدته من روعه هنا

هاني النجار يقول...

ضي القمر ..

أضاءت هذه المدونة الجديدة بوجودكِ، وتشرفت بالتعليق الأول منكِ.
وأشكر إطرائكِ الرقيق، كما اتمنى ألا تحرمنا وجودكِ.

hamssah يقول...

كفاني رحيلا الى مدائن الاحباب فمدائن الغريب تفتح الف الف طريق
تعبير جميل استوقفني كثيرا لكن هل يستطع المهاجر ان يغير وجهته بهذه البساطه صعب ولكن ليس بمستحيل (مكنش حد غلب)هذه هجرة محتمه ليست بيد احد الروح ملك اللي خالقها وكل شيء مكتوب

هاني النجار يقول...

الأخت همسة
ابتسمت وأنا أقرأ تعليقكِ هذا
لأنكِ استطعت معرفة ما خفي بين السطور وليس أنا
انظري إلى طائر مهاجر في كبد السماء
لا يملك إطلاقاً قرار تغيير وجهته
ولكنه فقط يتمنى .. وليس كل ما نتمناه ندركه